دراسات قانونية
توظيف شبكات التواصل من قبل منظمات حقوق الإنسان للترقية بالمواطنة (بحث قانوني)
توظيف شبكات التواصل الاجتماعي”الفيسبوك” من قبل منظمات حقوق الإنسان لترقية المواطنة بالجزائر دراسة تحليلية-صفحة الفيسبوك الرسمية للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان الجزائر-
د. بن عمروش فريدة، جامعة الجزائر3/ الجزائر.
Abstract:
This study aims to understand how social media “ Face book Network “ is used by human rights organizations in promoting and encouraging citizenship as an action and not as a logo of the official facebook page of the Algerian Association as a model, through the topics presented by the identification of the media and technical templates used in presenting the topics related to citizenship and convincing the user of the importance of human rights, and the knowledge of the media language used to facilitate understanding the contents related to the promotion of citizenship in Algeria, the study also highlights the most important links that present the activities of the Algerian Association for the promotion of citizenship and human rights as one of the human rights organizations that promote the education of citizenship. The study also arrived to a number of conclusions and recommendations aimed at supporting and promoting citizenship using all the available tools, and communicative and interactive characteristics of Facebook in the transfer of all the contents related to the promotion of citizenship adopted by The Algerian Association in the publication of its publications on its official page.
Keywords: Employment, Social media, Facebook, Human Rights Organizations, Citizenship Promotion.
ملخص الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى معرفة كيفية توظيف شبكات التواصل الاجتماعي”شبكة الفيسبوك” من قبل منظمات حقوق الإنسان في مجال ترقية المواطنة وتعزيز هذا المفهوم كفعل لا كشعار في صفحة الفيسبوك الرسمية للجمعية الجزائرية أنموذجا،من خلال المواضيع التي تطرحها الصفحة “المضامين 42الإعلامية” والترويجية لفعل التربية على المواطنة الحقة ،التعرف على القوالب الإعلامية الفنية المستخدمة في عرض المضامين ذات الصلة بالمواطنة وتعزيز حقوق الإنسان لدى مستخدمي الصفحة،ومعرفة اللغة الإعلامية المستخدمة في تسهيل فهم المضامين المتعلقة بترقية المواطنة بالجزائر،التعرف أيضا على أهم الروابط المتاحة التعريفية بنشاط الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان كمنظمة من منظمات حقوق الإنسان في تعزيز التربية على المواطنة ،كما خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج والتوصيات هادفة في مجالها الإعلامي والاتصالي إلى دعم وتعزيز المواطنة من خلال ترقيتها بكل ما يحمله الفيسبوك من خصائص اتصالية و إعلامية وتفاعلية في نقل كل المضامين ذات الصلة بترقية المواطنة الذي تعتمده الجمعية الجزائرية في نشرها لمنشوراتها على صفحتها الرسمية.
الكلمات المفتاحية:توظيف، شبكات التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، منظمات حقوق الإنسان، ترقية المواطنة.
الإطار المنهجي للدراسة :
إشكالية الدراسة:
لقد تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها في العالم عموما وفي الوطن العربي خصوصا من حجز مكانة لها في المنظومة المجتمعية و الإعلامية على حد سواء من خلال مسايرتها وعرضها لمختلف الأنشطة والميادين التي تخص المواطن بالدرجة الأولى وتتماشى مع متطلباته اليومية بنقل ومعالجة كل ما يتعلق بحياته الاجتماعية، السياسية، الثقافية، الرياضية وحتى المدنية من حقوق والتزامات سواء بكيفيات ممارسة الحقوق، أو أداء الواجبات ،ولعل هذه المواقع التواصلية على غرار شبكة الفيسبوك كان لها صدى كبير في الساحة الإعلامية والاتصالية من خلال التوجهات التي تشهدها الساحة من قبل المنظمات غير الحكومية وحتى الحركة الجمعوية وهذا ما لمسناه بالجزائر وخير دليل على دلك الدور الكبير الذي لعبته الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان بالجلفة الجزائر ،بقدرتها على الاستغلال العقلاني لشبكة الفيسبوك لتمرير كل الرسائل الإعلامية ذات الصلة بالتربية على المواطنة ومعرفة الحقوق وكيفية اكتسابها ، ومن هذا المنطلق يمكن أن نصوغ التساؤل الرئيس التالي:كيف وظفت الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان شبكة الفيسبوك لتعزيز مفهوم المواطنة وحقوق الإنسان كفعل لا كشعار؟
وللإلمام والخوض في الإجابة عن هذا التساؤل المحوري وجب صياغة التساؤلات الفرعية التالية:
1- ما هي المواضيع و المضامين الإعلامية والترويجية التي تطرحها صفحة الفيسبوك الخاصة بجمعية ترقية المواطنة ؟
2-ما هي طبيعة الأهداف و الغايات من صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة و حقوق الإنسان ؟
3- ما هي اللغة الإعلامية الأكثر استخداما في تسهيل فهم المضامين المتعلقة بترقية المواطنة بالجزائر من قبل صفحة الفيسبوك الخاصة بالجمعية ؟
4- ما هي القوالب الإعلامية الفنية المستخدمة في عرض المضامين ذات الصلة بترقية المواطنة وتعزيز حقوق الإنسان لدى مستخدمي الصفحة ؟
أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في التعرف على كيفيات توظيف شبكة الفيسبوك في مجال ترقية المواطنة وحقوق الإنسان كوظيفة ونشاط، تسعى الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان من خلال الشبكة لتجسيدها ونشرها من خلال المضامين التي تنشرها والقوالب الفنية الإعلامية التي تستعين بها لتذكية هذا العمل أو النشاط الجمعوي.
الهدف من الدراسة:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أهمية الفضاء الرقمي التفاعلي “شبكة الفيسبوك” كنافذة إعلامية واتصالية الكترونية موجهة لتعزيز مفهوم التربية على المواطنة كسلوك وكفعل لا كشعارات، أي أنها تنشر دون تجسيد في الواقع، من خلال المواضيع والمنشورات التي تعرضها على صفحتها في شبكة الفيسبوك الخاصة بها ،إلى جانب الأشكال التي تستخدمها في عرض هذه المنشورات، وهل فعلا ترقى إلى تطلعات المستخدمين والمتعاملين مع الصفحة سواء المشتركين أو المعجبين.
-4المنهج وحدود الدراسة:
لقد اعتمد الباحث في ورقته البحثية على المنهج المسحي، و هو المنهج الذي يقوم على وصف منظم ودقيق، لمحتوى النصوص المكتوبة أو المسموعة من خلال تحديد موضوع الدراسة وهدفها وتعريف مجتمع الدراسة الذي سيتم اختيار الحالات الخاصة لدراسة مضمونها وتحليلها. [1]
و قد اختار الباحث المنهج المسحي لأنه يتلاءم مع الدراسات الوصفية في البحث الإعلامي من خلال مسح مضمون وسيلة إعلامية،
و يعرف المنهج المسحي بكونه:” مجموعة موضوع البحث من العدد الجدي من المفردات المكونة لمجتمع البحث و لفترة زمنية كافية بهدف تكوين القاعدة الأساسية من البيانات و المعلومات المطلوبة في مجال معين، و هو الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة بواسطة مجموعة من القواعد العامة التي تحدد سير العقل و توجهه حتى يصل إلى نتيجة محددة، و بالتالي فإن المنهج هو البرنامج، أو خط السير الذي يحدد لنا سبيل الوصول إلى الحقيقة. [2]
و يعرفه الباحث احمد بدر بأنه: ” جزء من البحث الوصفي، و هو عملية نتعرف بواسطتها على المعلومات الدقيقة المتعلقة بموضوع البحث”. [3]
ولقد اعتمدنا على أسلوب تحليل المضمون في دراستنا التطبيقية،وهي الوسيلة التي تتميز بطابع الوصف لمحتوى وشكل المادة المدروسة حيث لا يحتاج فيها الباحث إلى الاتصال بالمبحوثين لإجراء المقابلات لأن المادة المطلوبة للدراسة موجودة في الصحف أو الملفات أو الوسيلة الإعلامية موضوع الدراسة [4]، كما يعرف “بيرلسون” تحليل المضمون بكونه: أحد الأساليب البحثية، التي تستخدم في وصف المحتوى الظاهر أو المضمون الصريح للمادة الإعلامية وصفا موضوعيا منتظما كميا، كما أنه يسمح بتسطير، تكميم و كذا تقييم الأفكار، الموضوعات في مجمل الوثائق أو مادة التحليل .[5]
كما عرفه بيزلي عام 1960 ب:احد أساليب الإفادة من المعلومات المتاحة عن طريق تحويلها إلى مادة قابلة للتلخيص و المقارنة باستخدام التطبيق الموضوعي و المنهجي المنظم بقواعد التصنيف.[6]
و عرف الباحث ” كيرلنجر” تحليل المضمون بأنه منهج لدراسة الاتصال و تحليله بطريقة منتظمة و موضوعية و كمية بهدف قياس متغيرات معينة. [7]
كما شملت الدراسة حدود مكانية وأخرى زمنية يمكن إيجازها في:
1-الحدود المكانية:تم تحديدها بشبكة الفيسبوك وبالضبط صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان الجلفة بالجزائر.
2-الحدود الزمنية:تم تحديد المدة الزمنية للمنشورات المعروضة على صفحة الفيسبوك من15/04/2018 إلى غاية15/05/2018.
5- مجتمع وعينة الدراسة
تجري الدراسة في مجال يسمى عادة مجتمع البحث الذي يعرف بكونه مجموعة منتهية أو غير منتهية من العناصر المحددة مسبقا و التي ترتكز عليها الملاحظات.[8]
و إذا كان مجتمع البحث في دراسات الجمهور يحدد بالإطار البشري، فإنه في دراسة محتوى وسائل الإعلام، من الصعوبة بمكان دراسة المجتمع ككل لضخامة مفرداته، ما يدفع الباحث إلى اختيار عدد اصغر يسمح بتمثيل خصائص المجموع، سانحا على تحقيق أهداف الدراسة، و هذا العدد الأصغر هو ما يسمى بالعينة.[9]
و يتألف مجتمع الدراسة المتعلق بهذا الموضوع من 40 منشورا تم اعتمادها وفق الفترة الزمنية والتي حصرناها من 15/04/2018 إلى غاية 15/05/2018، أي مدة شهر كاملة.
و لتحقيق أهداف البحث تم اختيار الأسلوب القصدي الذي يقوم على التقدير الشخصي للباحث في اختيار مفردات مجتمع البحث
و هذا انطلاقا من دراسته الكاملة و المفصلة لما يحتوي هذا المجتمع من مفردات و لطبيعة هذه الأخيرة، من حيث ما تتضمنه من معلومات و بيانات، و بالتالي اختيار تلك التي لها صلة بالبحث.[10]
أما نوع العينة المناسبة لهده الدراسة هي العينة القصدية، التي يقوم الباحث فيها باختيار مفرداتها بطريقة تحكمية و هذا لإدراكه المسبق
و معرفته الجيدة لمجتمع البحث و لعناصره الهامة التي تمثله تمثيلا صحيحا.[11]
و تتمثل عينة الدراسة في كافة المنشورات التي تم طرحها على الصفحة المتاحة على الفيسبوك ذات الصلة بمفهوم التربية على المواطنة كنموذج للدراسة من 15/04/2018 إلى غاية 15/05/2018.
مصطلحات ومفاهيم الدراسة:
– توظيف:
جاء في معجم لسان العرب : الَوظیفةُ من كل شيء ما یُقدر له في كل یوم من رزق أو طعام أو علَف أو شراب، وجمعها الَوظائف ووظَف الشيَء على نفسه وَوظفه توِظیفا ألزمها إیاه[12]. والتوظیف بالمعنى الاصطلاحي المؤسساتي هو العملية المستمرة التي تقتضي البحث عن العناصر و ترغيبها للعمل، والمساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة.[13]
– التعريف الإجرائي : نقصد بكلمة التوظيف في هذه الدراسة مفهوم الاستعمال و طرقه، بمعنى كيف استعملت الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة و حقوق الإنسان شبكة الفيسبوك بغرض تعزيز مفهوم المواطنة لدى مستخدمي الصفحة.
– شبكات التواصل الاجتماعي:
تعرف شبكات التواصل الاجتماعي بأنها مجموعة من المواقع المتواجدة على شبكة الانترنت التي ظهرت مع الجيل الثاني للويب أو ما يعرف بإسم ويب {2.0} و هي تتيح التواصل بين الأفراد في بيئة مجتمع افتراضي يجمعهم حسب مجموعات اهتمام أو شبكات انتماء مثل البلد التي يعيشون بها او الجامعة و المدرسة التي يدرسون بها أو الشركة التي يعملون بها، و كل هذا يتم عن طريق خدمات التواصل المباشر،و يعد مصطلح التواصل الاجتماعي مصطلح مركب من مفهومين: مفهوم التواصل و مفهوم الاجتماعي، و في الجمع بين المفهومين تعرف الباحثة Evans ، التواصل الاجتماعي على أنه: مشاركة تواصلية عبر الانترنت يتم من خلالها تداول مختلف المعلومات و الأخبار و الصور و الفيديوهات و المدونات الموجهة للجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي على اختلافها. [14]
في حين يعرفها عباس مصطفى صادق بأنها مواقع الكترونية اجتماعية على الأنترنت و تعتبر الركيزة الأساسية للإعلام الجديد أو البديل التي تتيح للأفراد و الجماعات التواصل فيما بينهم عبر هذا الفضاء الافتراضي.[15]
– الفيسبوك :
يعتبر الفيسبوك إحدى وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي ساعدت على ربط العديد من الناس مهما اختلفت مواقعهم وأماكنهم وأوقاتهم وأعمالهم، تتعدد الجهات التي تستخدم الفيسبوك في الوقت الحالي وتتعدد الأغراض أيضاً، فقد يستخدم الفيسبوك لأغراض تعليمية أو سياسية أو اجتماعية أو لقيادة حملات توعوية مجتمعية أو لأغراض ترفيهية أو للعلاقات الاجتماعية أو للتجارة والدعاية والإعلان، فقد ارتبط موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بكافة مناحي وأمور الحياة ومتطلباتها. لما وفره من سهولة في تكوين القاعدة الجماهيرية المطلوبة لأي عمل من هذه الأعمال، ولما وفره أيضاً من سهولة في نشر الآراء والأفكار والأنشطة التي تصل إلى مختلف الناس مهما كانت شرائحهم وفي أسرع وقت ممكن.[16]
و يعرفه حسين شفيق بأنه: ” موقع لشبكة اجتماعية في الأانترنت يتيح للمستخدمين إنشاء قاعدة لملامحهم الشخصية و شبكات اتصال مشتركة، و عقد علاقات صداقة مع مستخدمين آخرين و الكتابة على جدران أصدقائهم، و إنشاء مجموعات و الانتساب إليها،
و نشر الأحداث و التسجيل كمعجبين و محبين لأي شيء يمكن تصوره.[17]
كما يشير وائل مبارك خضر فضل الله إلى “موقع ويب للتواصل الاجتماعي يمكن الدخول إليه مجانا ، وهو مصطلح يشير إلى دفتر ورقي يحمل صورا ومعلومات لأفراد في جامعة معينة أو مجموعة، وتعتبر هذه الطريقة شائعة لتعريف الأشخاص خاصة في الجامعات الأجنبية.[18]
التعريف الإجرائي:
هو وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي يستخدم لدى كل فئات المجتمع و شرائحه، لما له من مميزات و خصائص تجعله يستقطب الملايين من المستخدمين في العالم الأمر الذي يجعله وسيلة فعالة من وسائل التحسيس و التوعية في مجال التربية عل المواطنة.
– المواطنة :
في اللغة العربیة كلمة المواطنة مشتقة من الوطن ، المنزل الذي تقیم به وموطن الإنسان ومحله ، ویطن وطنا أي أقام به، و المواطن جمع موطن ، وأوطن الأرض أي استوطنها ، ومواطنة مصدر الفعل واطن بمعنى شارك في المكان إقامة ومولدا ، لأن الفعل على وزن فاعل. [19]
و المواطنة اصطلاحا تشير إلى الانتماء إلى أمة أو وطن ، و تعرف دائرة المعارف البريطانية المواطنة بأنها : “علاقة بين فرد و دولة كما يحددها قانون تلك الدولة ، و بما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق في تلك الدولة ، والمواطنة تدل ضمنا على مرتبة من الحرية مع ما يصاحبها من مسؤوليات ، و على الرغم من أن الجنسية غالبا ما تكون مرادفة للمواطنة ، إلا أنها تعني امتيازات أخرى خاصة ، منها الحماية في الخارج ، و المواطنة على وجه العموم تسبغ على المواطن حقوقا سياسية ، مثل حق الانتخاب و تولي مناصب عامة “[20]
التعريف الإجرائي:
المواطنة هي صفة المواطن التي تحدد حقوقه وواجباته الوطنیة ، وتتمیز المواطنة بنوع خاص من ولاء المواطن لوطنه وخدمته في أوقات السلم والحرب . التي ترسخ مجموعة الحقوق المدنیة و السیاسیة والاجتماعیة قصد المساهمة في بناء وتنمیة الوطن والحفاظ على العيش المشترك فيه.
– منظمات حقوق الإنسان :
هي منظمة غير حكومية مكرسة للدفاع عن حقوق الإنسان و ذلك من خلال تحديد الانتهاكات و جمع البيانات حول انتهاكات حقوق الإنسان و تحليلها ونشرها، و تعزيز الوعي العام لوقف هذه الانتهاكات.
التربية على المواطنة :
يعني إعداد مواطن فعال من خلال تربية تسهم في إكساب الفرد مهارات اجتماعية و أخلاقية للتفاعل مع الآخرين من خلال تحصينه بنسيج أخلاقي متين يحميه من مختلف الأخطار. [21]
تعتبر التربية على المواطنة و حقوق الإنسان صيرورة أفقية تشمل كل الممارسات التي تهم تنشئة المواطن، وتنمية شخصية الإنسان بكل أبعادها الوجدانية والفكرية والاجتماعية والثقافية، وهي بذلك تستشرف المدى البعيد لكونها تهم الناشئة وأجيال المستقبل، في أفق التشبع بثقافة حقوق الإنسان، وتمثلها في المعرفة والسلوك والممارسة. وإذا كانت التربية بمختلف قنواتها تسعى اليوم إلى رفع تحديات إرساء الجودة من خلال نوعية الكفايات التي تنميها لدى الأطفال والشباب لتنمية قدراتهم الشخصية، في أفق تحقيق استقلاليتهم وتأهيلهم لممارسة مواطنة نشيطة، فإن أحد معايير تلك الجودة يتمثل في مدرسة تحترم حقوق الإنسان كنسيج يهيكل الفعل التربوي بما يحيل عليه من مضامين وعلاقات وطرائق ودعائم بيداغوجية و وسائط ديداكتيكية وبنيات وآليات للتوجيه والتدبير والتنشيط التربوي. من هنا تظهر أهمية التربية على المواطنة وحقوق الإنسان باعتبارها مجالا من المجالات الأساسية التي تضطلع بمهمة ترسيخ القيم المستديمة الخاصة بحقوق الإنسان والمتسمة بالانسجام والديمومة في وعي وسلوك الأفراد والجماعات.[22]
الإطار التطبيقي للدراسة: التحليل الكمي والكيفي:
فئات المضمون(ماذا قيل):
- الجدول رقم(1) يوضح أهم الموضوعات التي تطرحها صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان:
الموضوعات | التكرارات | النسب المئوية |
إحياء المناسبات الوطنية والعالمية | 19 | 47.5% |
تجسيد الأعمال التضامنية في الميدان | 11 | 27.5% |
مسايرة الأعمال الإبداعية وتعزيزها في المجتمع | 10 | 25% |
المجموع | 40 | 100% |
من خلال الجدول رقم (1) والشكل التابع له يتبين أن المواضيع والمضامين التي لها حيز كبير من الاهتمام في المنشورات التي تعرضها صفحة الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان هي مواضيع تتعلق بإحياء وتتبع المناسبات الوطنية والعالمية من خلال الأنشطة التي تقوم بها الجمعية عبر موقعها بالفيسبوك، حيث حازت تكرارات بعدد 19 بنسبة مئوية عالية قدرت بــ47.5%،تليه الموضوعات المتعلقة بتجسيد الأعمال التضامنية في الميدان بعدد تكرارات بلغ 11 بنسبة مئوية تقدر بـ27.5%،وليس ببعيد عنها ،تأتي في المرتبة الثالثة الموضوعات المتعلقة بمسايرة الأعمال الإبداعية وتعزيزها في المجتمع بعدد تكرارات بلغ 10 بنسبة مئوية قدرت ب: 25%،وهو ما يؤكد أن الجمعية عبر شبكة الفيسبوك تعتمد في أجندتها على إحياء المناسبات بشكل كبير جدا ،مما يدل على أن عمل ونشاط الجمعية عمل مناسباتي وهو أمر يمكن أن يؤثر سلبا على نشاط الجمعية،الأمر الذي يتطلب الاستمرارية في العمل عبر الشبكة من خلال الإكثار من النشاطات خارج إطار المناسبات، و هذا لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة ،حيث أن كثرة النشاطات تولد الممارسة وبالتالي التكرار والتعود وهو الأمر الذي يجب تكريسه للحفاظ على ديمومة العمل الميداني في مجال ترقية الموطنة كفعل لا كشعار.
الأهداف والغايات | التكرارات | النسب المئوية |
الإعلام التربوي | 06 | 15% |
خلق فكرة التضامن وتعزيزها | 11 | 27.5% |
التعليم | 08 | 20% |
التوعية بحقوق و واجبات المواطنين | 15 | 37.5% |
المجموع | 40 | 100% |
– الجدول رقم (2) يبين الأهداف والغايات من صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان الجلفة بالجزائر.
من خلال الجدول رقم (2) والشكل التابع له، يتبين لنا أن الأهداف والغايات التي يحاول القائمون على إدارة الصفحة للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان هي أهداف وغايات تتعلق بشكل جلي بالتوعية بالحقوق والواجبات المواطنية بعدد تكرارات بلغ 15
و نسبة مئوية تقدر ب: 37.5%، تليها الأهداف والغايات المتعلقة بخلق فكرة التضامن وتعزيزها بعدد تكرارات بلغ 11 بنسبة 27.5%،وفي المرتبة الثالثة هدف وغاية تعليمية بعدد تكرارات بلغ 8 بنسبة 20% ليست بعيدة عن غاية وهدف الإعلام التربوي بعدد تكرارات بلغ 6 بنسبة 15%،وهو ما يؤكد اهتمام الصفحة بالغايات والأهداف التوعوية، كحل تراه مناسبا لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة.
– فئات الشكل( كيف قيل):
.- الجدول رقم(3) يبين اللغة المستخدمة للتعبير عن المنشورات المتعلقة بترقية المواطنة.
اللغة المستخدمة | التكرارات | النسب المئوية |
اللغة العربية | 38 | 95% |
اللغة الأجنبية | 1 | 2.5% |
المزيج بين اللغتين | 1 | 2.5% |
المجموع | 40 | 100% |
من خلال الجدول رقم (3) و الشكل التابع له،يتبين لنا أن اللغة الأكثر استخداما في عرض المنشورات المتعلقة بصفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان،هي اللغة العربية بعدد تكرارات بلغ 38 بنسبة95%،أما اللغة الأجنبية والمزيج فهي جاءت في المرتبة الثانية بعدد تكرارات ضعيف جدا بلغ 1 بنسبة مئوية2.50%،وهو ما يؤكد اهتمام القائمين على إدارة الصفحة على
الفيسبوك باللغة العربية كون أن المنشورات موجهة بشكل واضح للمستخدمين المحليين، بمعنى المجتمع المحلي بالجلفة ،كون أن الجمعية
ذات طابع ولائي، إلى جانب كون المتتبع الأكبر للصفحة والمتفاعل معها هو مجتمع محلي واللغة الأقرب لتسهيل مضامين المنشور
هي اللغة العربية، وهو ما جعل القائمين على الصفحة يولون اهتمام كبير جدا للغة العربية،لكن ما يمكن أن يؤخذ على الصفحة عدم
إدراج باقي اللغات الأجنبية كون أن صفحة الفيسبوك هي صفحة تتسم بالعالمية في النشر والبث وهو ما يؤدي إلى تزايد مشتركي الصفحة وتعميم الفائدة بإذكاء موسع لمبدأ التربية عل المواطنة لكل الشرائح والأجناس وكذا التعريف بالجمعية على صعيد قاري وعالمي.
- الفئات المتعلقة بشكل عرض المنشورات الموجودة في صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان.
– الجدول رقم (4) يبين نوع النشر للمعلومات وأشكال العرض من خلال المنشور في الصفحة على الفيسبوك:
من خلال الجدول رقم (4) والشكل التابع له، يتبين لنا أن أشكال العرض ونوع النشر الخاص بتداول المعلومة الموجهة لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة من خلال الصفحة الخاصة بالجمعية عبر موقع الفيسبوك، جاءت بشكل كبير منصبة على الصور بعدد تكرارات بلغ 34 بنسبة 33.009%،يليه عرض النصوص المكتوبة بعدد تكرارات بلغ33بنسبة 32.03%، ثم المزيج بعدد
تكرارات بلغ 32 بنسبة 31.06%،والفيديوهات في المرتبة الأخيرة بعدد تكرارات بلغ 4 بنسبة 3.07%،وهو ما يؤكد أن القائمون على الصفحة يعتمدون على الصور والمكتوب أكثر متناسين أهمية الصوت والصورة معا، واللذان يلعبان دورا كبيرا لدى اجتماعهما في عملية تسهيل فهم المضامين و الاستقطاب بالنسبة للمستخدمين لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة.
النتائج المتوصل إليها:
توصل الباحث في هذه الورقة البحثية إلى الاستنتاجات التالية وفق التساؤلات المتفرعة عن الإشكالية و المرتبطة بمدة الدراسة المحددة أعلاه :
اتضح أن أهم الموضوعات و المضامين التي حازت على حيز كبير من الاهتمام في المنشورات التي تعرضها صفحة الجمعية الجزائرية لترقية المواطنة على الفيسبوك،هي مواضيع تتعلق بإحياء و تتبع المناسبات الوطنية و العالمية من خلال الأنشطة التي تقوم بها الجمعية عبر موقعها على الفيسبوك، و بالدرجة الثانية الموضوعات المتعلقة بالأعمال التضامنية، وفي المرتبة الثالثة تأتي الموضوعات المتعلقة بمسايرة الأعمال الإبداعية و تعزيزها في المجتمع، و هو ما يؤكد أن الجمعية تعتمد في أجندتها على إحياء المناسبات بشكل كبير جدا، ما يعني أن عمل و نشاط الجمعية عمل مناسباتي، و هو يمكن أن يؤثر سلبا على مستقبل الجمعية و آفاقها،و لا يضفي عليها الجدية و الاستمرارية في العمل عبر الشبكة، من خلال الإكثار من النشاطات خارج إطار المناسبات لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة، لأن ذلك يولد الممارسة و بالتالي التكرار و التعود و هو الأمر الواجب تكريسه للحفاظ على ديمومة العمل الميداني في مجال ترقية المواطنة كفعل لا كشعار.
بينت النتائج المتعلقة بفئة الأهداف و الغايات المنشودة من الصفحة المتاحة على الفيسبوك، لغرض ترقية المواطنة و حقوق الإنسان بالجزائر،أنها تتعلق بشكل واضح بالتوعية و الحقوق و الواجبات المواطنية بالدرجة الأولى، تليها الأهداف المرتبطة بخلق فكرة التضامن و تعزيزها، تم جاءت الغاية التعليمية في المرتبة الثالثة، كما يظهر هدف الإعلام التربوي من الغايات المسطر تحقيقها، و هو ما يؤكد اهتمام الصفحة بالغايات و الأهداف التوعوية كحل مناسب لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة.
أظهرت النتائج المتعلقة باللغة الإعلامية الأكثر استخداما في عرض المنشورات المتاحة على صفحة الفيسبوك للجمعية الجزائرية لترقية المواطنة و حقوق الإنسان، في تسهيل و فهم المضامين المرتبطة بترقية المواطنة،هي اللغة العربية، أما اللغة الأجنبية فجاءت في المرتبة الثانية، و هو ما يؤكد اهتمام القائمين على إدارة الصفحة على الفيسبوك باللغة العربية، كون أن المنشورات موجهة بشكل واضح للمستخدمين المحليين، بمعنى المجتمع المحلي بالجلفة، خاصة أن الجمعية ذات طابع
ولائي، إلى جانب كون المستخدم الأكثر تتبعا للصفحة و المتفاعل معها هو مجتمع محلي، و اللغة الأقرب لتسهيل مضامين المنشور هي اللغة العربية.
أما بالنسبة لفئة نوع النشر و المعلومات و أشكال العرض المعتمدة في الصفحة، فقد بينت النتائج أن أشكال العرض
و نوع النشر الخاص بتناول المعلومة الموجهة لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة من خلال الصفحة الخاصة بالجمعية عبر موقع الفيسبوك، قد جاءت مهتمة بشكل كبير بالصور، ثم في المرتبة الثانية بالمزج بين الصور و المكتوب، و في المرتبة الأخيرة جاء الاهتمام بالفيديوهات، و هو ما يؤكد أن القائمين على الصفحة يعتمدون على الصور و المكتوب، متناسين أهمية الصوت و الصورة معا اللذان يلعبان دورا بارزا في عملية فهم المضامين و التأثير على المستخدم في تعزيز مبدأ التربية على المواطنة لديه.
التوصيات والمقترحات:
في ضوء ما توصل إليه البحث من نتائج فقد أوصى الباحث بعدد من التوصيات و المقترحات من أهمها ما يلي:
توسيع و تكثيف نشاطات الجمعية و تعميمها للحفاظ على ديمومة العمل الميداني في مجال ترقية المواطنة كفعل لا كشعار.
إضفاء طابع الصبغة العالمية على نشاطات الجمعية، من خلال استقطاب المستخدمين على أداء الأعمال، و ذلك من خلال الممارسة الميدانية، لأن التحسيس و التوعية و حدهما غير كافيان لتعزيز مبدأ التربية على المواطنة.
إدراج اللغات الأجنبية على الصفحة، كون أن الصفحة عل الفيسبوك تتسم بالعالمية في النشر و البث، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد مشتركي الصفحة و تعميم الفائدة بإذكاء موسع لمبدأ التربية على المواطنة، لكل الشرائح و الأجناس، و كذا التعريف بالجمعية عل صعيد قاري و عالمي.
الاهتمام بمجال الإعلام الجديد و تشجيع الإمكانات التفاعلية التي أتاحها الويب 2، و ذلك بفضل التزاوج بين الكمبيوتر و الوسائل التقليدية للإعلام، التصوير الفوتوغرافي و الصوت و الفيديو … الخ، لتكريس مبدأ التربية عل المواطنة لدى مستخدمي الصفحة.
خاتمة :
إن المواطنة كقيمة عليا ،مرهونة بقدرة البناء السياسي على الاستجابة للبناء الاجتماعي الاقتصادي، و من ثم يتوافر للإنسان القدرة على ممارستها و بالتالي تعزيزها في المجتمع،و للبناء الإعلامي دور كبير، في هذا السياق، حيث ترتبط متغيرات الوعي و المشاركة و الممارسة، بقدرة وسائل الإعلام الحديثة على الاقتراب من قضايا المجتمع و تمثيلها من وجهة نظر الجماهير و ليس عبر منظور النظام القائم، لتحقيق تحول المجتمعات نحو الحداثة و الديمقراطية الحقيقية، و عليه لا يمكن لوسائل الإعلام الحديثة تحقيق الغرض المنشود في التربية على المواطنة و ترقيتها، إلا من خلال التعبير عن المواطنين و قضاياهم و إتاحة المعلومات و تفسيرها، و مراقبة مختلف سلطات الدولة، و اتساع المجال أو الفضاء العام الافتراضي للنقاش و إبداء الرأي و فتح مجال للحوار الفعال بين مختلف فئات المجتمع و تنويع الأدوات الإعلامية
و تعبيرها عن الرأي العام، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي لما تتسم به من خصائص فريدة من نوعها من المشاركة و المحادثة و الانفتاح و التفاعل.
(محاماه نت)