الساعة تشير إلى السابعة صباحاً، المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يقود عملية مداهمة ناجحة لتفكيك خلية إرهابية تنشط في مدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، كانت على وشك تنفيذ مخططات إرهابية وتحويل المملكة إلى “حمام دم”.
حموشي في جحر الإرهاب
أولى التدخلات الأمنية استهدفت منزل أحد أعضاء الخلية الإرهابية بحي “الكورة 1” في مدينة تمارة، بحضور عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي تواجد منذ الصباح الباكر في مسرح العمليات.
وطوق الأمن المغربي حي “الكورة 1” الشعبي، وبالضبط إقامة سكنية من أربعة طوابق، حيث انتشرت فرق القوات الخاصة والشرطة السينو تقنية مدعومة بكلاب بوليسية مدربة وقناصة على مستوى الأسطح لتأمين عملية المداهمة واستعدادا لمواجهة محتملة مع العناصر المتطرفة.
وحاول المشتبه فيه الموقوف بمدينة تمارة من داخل شقته رقم 12، تفجير نفسه باستعمال قنينة للغاز من الحجم الكبير، وأبدى مقاومة عنيفة اضطرت معها عناصر التدخل السريع لإطلاق أربعة عيارات نارية وقنابل صوتية، وأخرى مصحوبة بدخان كثيف لحجب الرؤية عن المعني بالأمر، مما مكن من تحييد الخطر وإجهاض التهديدات الإرهابية الصادرة عنه.
ووفرت عناصر الشرطة الحماية لزوجة المشتبه فيه وبناته؛ إذ عملت إحدى الشرطيات على مصاحبتها والاعتناء بها وطمأنة أطفالها داخل سيارة أمنية طيلة فترة المداهمة التي امتدت من الساعة السابعة صباحا إلى حوالي الواحدة زوالاً.
وعاين عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، داخل الشقة التي تمت مداهمتها المحجوزات التي جرى ضبطها رفقة الشخص المتشبع بالفكر الإرهابي، قبل أن يتم إخراجه وسط تصفيقات الساكنة التي أشادت بحرارة بيقظة الأجهزة الأمنية رغم الظروف الصعبة المرتبطة بمواجهة تداعيات فيروس “كورونا”.
مخزن للأسلحة
عملية المداهمة تواصلت في حي “النهضة 1” بمدينة تمارة حوالي الساعة الواحدة زوالا، واكبها حموشي أيضا، وشملت منزلا وسط حي شعبي كان يستغله أفراد الخلية كمكان آمن وقاعدة خلفية للدعم اللوجستيكي، حيث تم حجز أحزمة ناسفة تحتوي على مجوفات لولبية لتحميل الأجسام المتفجرة، وقنينات قابلة للتفجير، وصواعق كهربائية، ومعدات إلكترونية، ومساحيق كيميائية، وأسلاك كهربائية، بالإضافة إلى آلة ضغط مدعومة بمسامير، وقنينة غاز من الحجم الكبير، ومعدات أخرى.
وتزامناً مع “الصيد الثمين” في مدينة تمارة، نجحت قوات الأمن في اعتقال عنصرين ينتميان إلى الخلية نفسها في طنجة، وعنصر آخر في الصخيرات، وآخر في تيفلت أبدى مقاومة عنيفة محاولا تعريض عناصر التدخل السريع لاعتداء إرهابي، حيث أصاب أحدهم بجرح بليغ على مستوى الساعد باستعمال أداة حادة، قبل أن يتم توقيفه عقب إطلاق عيارات نارية وقنابل صوتية بشكل تحذيري.
سبيك: مجهودات استباقية
وقال بوبكر سبيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، الذي تواجد بمسرح العمليات منذ الصباح الباكر، إن تفكيك هذه الخلية يأتي في إطار المجهودات الاستباقية لإجهاض كل المخططات التخريبية التي تراهن عليها التنظيمات الإرهابية للمس بأمن واستقرار المملكة المغربية.
وأوضح المسؤول الأمني، في تصريح لهسبريس، أن العملية نفذت في وقت متزامن في عدة مدن، وأسفرت عن توقيف خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة متشبعين بالفكر المتطرف، منهم أشخاص من ذوي السوابق القضائية في جرائم العنف.
وكشف الناطق الرسمي باسم المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أن الخلية الإرهابية بلغت مراحل متقدمة من التخطيط والتحضير لارتكاب عمليات باستعمال سترات وأحزمة مفخخة، مشيرا إلى أنه تم العثور على ست أحزمة ناسفة في مسرح العمل الإرهابي، منها ما هو جاهز للتفجير ومنها ما هو في طور وضع اللمسات الأخيرة عليه.
وكان المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوضح في وقت سابق أن إجراءات البحث أكدت أن جميع المشتبه فيهم، الذين بلغوا مراحل متقدمة في التخطيط والتحضير لمشاريعهم الإرهابية، كانوا قد قاموا بمهام استطلاعية قصد رصد وتحديد الأهداف المزمع استهدافها ومهاجمتها بواسطة عمليات انتحارية باستعمال سترات مفخخة، إيذانا بإحداث خسائر جسيمة وإعطاء وقع كبير لهذه العمليات الإجرامية، وذلك خدمة للأجندة التخريبية لما يسمى بتنظيم “داعش”.
المصدر: هسبريس