دراسات قانونية
بحث في القانون الدولي حول منظمة التجارة العالمية في ظل الإجراءات الحمائية الأمريكية
منظمة التجارة العالمية في ظل الإجراءات الحمائية الأمريكية
مستقبل منظمة التجارة العالمية في ظل إجراءات “ترامب” الحمائية
مخنف سوفيان: طالب دكتوراه الطور3 اقتصاد سياسي دولي جامعة الجزائر 3
الملخص
تهدف هذه الدراسة إلى معالجة، إشكالية مستقبل منظمة التجارة العالمية، في ظل السياسة التجارية الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف حماية الاقتصاد الأمريكي من المنافسة الخارجية، وذلك بفرض رسوم جمركية على الواردات الأمريكية من الفولاذ والصلب القادمة على وجه التحديد من: الصين القوة الاقتصادية الثانية في العالم، ودول الاتحاد الأوربي وباقي الدول الأخرى المحددة في القائمة، وذلك علما أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل مركز الصدارة في التجارة العالمية.
الكلمات المفتاحية : منظمة التجارة العالمية، السياسة التجارية الحمائية، الصين، الإتحاد الأوربي،رسوم جمركية، الاقتصاد الأمريكي، دونالد ترامب.
Summary :
This study aims to address the problem of the future of the World Trade Organization, under the protective trade policy adopted by US President Donald Trump to protect the US economy from external competition by imposing tariffs on US imports of steel and iron coming especially from China, which is the second leading economic power in the world, and the EU countries and other countries on the list. It is a well-known fact that the United States of America takes the lead in world trade.
Keywords: World Trade Organization, Policy of Trade Protectionism, China, European Union, Customs Duties, US Economy, Donald Trump.
مقدمة:
تقوم منظمة التجارة العالمية على مبدأ حرية المبادلات التجارية وعدم التميز والمعاملة بالمثل، كبديل لتلك الممارسات التجارية السائدة مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين والتي تقوم على مبدأ الحماية التجارية المناهض لحرية التجارة. وقبل نهاية الحرب العالمية الثانية فكر الحلفاء في إعادة ترتيب الأوضاع المالية والنقدية والتجارية في العالم، وتوجت هذه الجهود بعقد مؤتمر بروتن وودز في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1944، تم من خلاله إنشاء ثلاث مؤسسات دولية تتبع الأمم المتحدة وهي : صندوق النقد الدولي، البنك الدولي للإنشاء والتعمير، منظمة التجارة الدولية I.T.O، ونظرا لتطور التجارة الدولية وتسارع نمو الاقتصاديات العالمية بداية من الثمانينات أنشأت منظمة التجارة العالمية عام 1995، بعد سلسلة من المفاوضات والجولات. احتلت الولايات المتحدة الأمريكية فيها مركز الصدارة في التجارة العالمية، من خلال واردتها البالغة 2413 مليار دولار والمرتبة الثانية في صادراتها البالغة 1621 مليار دولار.
وبناء على ما سبق نطرح الإشكالية التالية: ما هو مستقبل منظمة التجارة العالمية في ظل الإجراءات الحمائية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
ويتفرع عن هذه الإشكالية مجموعة من الأسئلة الفرعية وهي:
ما هو الهدف من إنشاء منظمة التجارة العالمية؟
ما هي الإجراءات المتبعة لحماية الاقتصاديات الوطنية ؟
ما هي الأسباب التي دفعت بالرئيس الأمريكي إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء رغم أهمية المنظمة للاقتصاد الأمريكي؟
وللإجابة عن الإشكالية الرئيسية والأسئلة الفرعية سنحاول الاعتماد على أربعة محاور أساسية:
المحور الأول: منظمة التجارة العالمية نظرة عامة.
المحور الثاني: أشكال الحماية الاقتصادية.
المحور الثالث: قرارات ترامب الحمائية: الدوافع وردود الأفعال الدولية.
المحور الرابع: انعكاسات قرارات ترامب” الحمائية” على منظمة التجارة العالمية.
المحور الأول: منظمة التجارة العالمية نظرة عامة.
تمثل منظمة التجارة العالمية أحد الركائز الأساسية للثالوث المؤسساتي المؤطر للاقتصاد العالمي؛ حيث يعتبر مبدأ ” حرية التجارة” هدف المنظمة فهي تقود حركة تحرير التجارة العالمية بهدف تسريع عملية العولمة[1]، كانت اتفاقية “الجات” تشكل التجسيد المؤسسي لتعددية الأطراف في مجال التجارة خلال الخمسين سنة اللاحقة لمؤتمر “بريتون وودز” ولم تكن سوى جزء مما كان من المفترض أن يصبح منظمة أكثر طموحا؛ هي منظمة التجارة العالمية[2]، وكان ظهور “منظمة التجارة العالمية “( WTO) في عام 1995، في جزء منه استجابة لتغيرات أساسية في نظام التجارة الدولية في الثمانينات، بيد أن إنشاءها كان أيضا نتيجة عمليات تفاوضية معقدة أدت إلى ” الصفقة الكبرى” حسب وصف سيلفيا اوستري. ولو لا العمليات التي أدت إلى تسوية ومقايضات حصيفة فربما انتهت “منظمة التجارة العالمية WTO”إلى المصير ذاته الذي انتهت إليه منظمة “التجارة الدولية(ITO )”[3].
يرتكز نظام المنظمة العالمية للتجارة على تحرير التجارة العالمية من القيود الكمية والرسوم الجمركية وفق مبدأين أساسين هما[4]:
المبدأ الأول: الدول الأولى بالرعاية، ويعني أن الامتيازات الممنوحة من قبل دولة لبلد ما يجب أن تمنح أيضا للبلدان الأخرى، يهدف هذا المبدأ إذن إلى تحقيق المساواة بين جميع الدول.
المبدأ الثاني: المعاملة الوطنية أو المعاملة بالمثل، ويقضي بأن السلع المستوردة يجب أن تعامل معاملة المنتجة محليا، وتكمن أهمية هذا المبدأ في المساواة بين السلع بغض النظر عن الدولة المنتجة، لكن النظام الجديد وضع استثناءات على هذين المبدأين..
ومنظمة التجارة العالمية، بالإضافة إلى هذين المبدأين العريضين تشبه ألجات من حيث اعتمادها على الشفافية والالتزام بتنفيذ التعهدات ووجود” صمامات أمان” تسمح للحكومات بتنفيذ التجارة في ظروف معينة[5]، كما أن المنظمة العالمية للتجارة قد أرغمت من الآن فصاعدا، بلدان الجنوب على قبول أي استثمار أجنبي وأن تعامل كل شركة أجنبية تعمل على أراضيها كأي شركة وطنية، سواء كان ذلك في الزراعة والمناجم أم في الصناعة والخدمات وأن تلغي حقوقها الجمركية ونظام حصص الاستيراد على البضائع بما في ذلك المنتجات الزراعية، كما أجبرتها على إزالة كل العراقيل غير الجمركية في وجه التجارة، ومما لاشك فهيأة تحرير التجارة العالمية، يترتب عليه أن تعمل أسواق دول الأعضاء في المنظمة وفقا لنظام موحد تجاه باقي دول العالم[6].
يضاف إلى ذلك أن قواعد جديدة ظهرت في مجال براءات الاختراع وحقوق النشر والتأليف تفرض على الدول النامية توفيق قوانينها مع الدول الغنية وأصبحت اللوائح المحلية للصحة والسلامة تخضع لتدقيق منظمة التجارة العالمية في حال عدم انسجامها مع نظيرتها من اللوائح الدولية، وبات من الممكن سحب شرعيتها حال افتقارها ” التبرير العلمي” أو تطبيقها بطرق لا تسفر على أقل قدر ممكن من التأثير السلبي على التجارة[7]، لهذا فإن ” يوسف صياغ” يرى أنه في إطار العولمة لتحرير التجارة الخارجية، فالبلدان الصناعية المتقدمة من مصلحتها التشديد على أولوية تحرير التجارة؛ فهي تنتج الكثير من السلع والخدمات القادرة على المنافسة في التجارة العالمية، ثم إن قدرتها الإنتاجية المتفوقة ذات سعة أكبر بكثير من قدرة أسواقها الداخلية في الاستيعاب؛ ولذلك فإن انفتاح الأسواق الأخرى أمامها سيكون في مصلحتها، كما أن الاعتماد المتبادل لا يعدو في حالات كثيرة أن يشكل في الواقع تبعية الضعيف والمتخلف للقوي والمتقدم[8] ومنه نجد أن المنظمة العالمية للتجارة تأسست وسط تناقضات كبيرة، وفوارق شاسعة بين الدول الكبرى الغنية والدول النامية الفقيرة، والحقائق التالية توضح ذلك[9]:
نصف سكان العالم أي ما يقارب من ثلاث مليارات شخص يعشون على أقل من دولار واحد في اليوم.
-الناتج المحلي الإجمالي لحوالي 48 دولة هي الأفقر أي ما يعادل ربع البشر في العالم تقريبا، يقل عن ثروات أغنى ثلاثة أشخاص في العالم.
-هناك ما يقارب من مليار شخص دخلوا القرن 21 جهلاء لا يعرفون القراءة والكتابة ويجهلون كيفية التوقيع بأسمائهم.
20 في المائة من سكان الدول الغنية يستهلكون ما نسبة 86 فالمائة من السلع والحاجيات في العالم.
-نصيب 48 دولة فقيرة يقل عن 0.4 في المائة من حصيلة الصادرات في العالم.
-الثروة المجتمعة لأغنى 200 شخص في العالم بلغت تريليون دولار في عام 1999، بينما بلغت الثروة المجتمعة لـ : 582 شخصا من 43 دولة بين الأقل نموا حوالي 146 مليار دولار.
-هذه الصورة تعكس التناقضات بين الدول الغنية والدول الفقيرة مما جعل من الصعوبة إيجاد لغة مشتركة على صعيد التجارة العالمية ما لم تتنازل الدول الغنية عن أسلوبها في التعامل الاقتصادي والتجاري[10]
المحور الثاني: أشكال الحماية الجمركية
تتخذ الحماية الجمركية عدة أشكال نذكر أهمها:
ــــ التعريفات الجمركية Tarrifs :
يعتبر فرض ضرائب جمركية على الواردات من أكثر الأدوات التي تستخدمها الدول في التأثير على مجريات التجارة الدولية. وتتنوع الأغراض التي تخدمها هذه الضرائب الجمركية فهي قد تستخدم كمصدر من مصادر الدخل القومي للدولة أو لتوفير الحماية الضرورية للصناعات المحلية أو لتغير الشروط التي تتم على أساسها المبادلات التجارية أو كوسيلة اقتصادية انتقامية ضد بعض الدول أو كأداة للمساومة بطريق الضغط أو الإغراء في المفاوضات[11]. لكن هناك من يعتقدون أن أهمية الضرائب الجمركية، كأداة من أدوات السياسة الاقتصادية للدولة، قد تراجعت كثيرا عما كانت عليه في الماضي، وكذلك إذا ما قورنت بما أصبح لغيرها من الأدوات والوسائل الاقتصادية من فاعلية كبيرة نسبيا، ولعل السبب في تراجع تلك الأهمية هو اتجاه كثير من دول العالم إلى إقامة مناطق للتجارة الحرة فيما بينها، وما أصبحت تفرضه عليها الاتفاقيات الدولية للتعريفات والتجارة (الجات)، ويضيف إلى ذلك التسهيلات والإعفاءات التي تتوسع الدول في تقديمها للاستثمارات الأجنبية لحفزها وجذبها وتشجيعها على القدوم إليها لما لهذه الاستثمارات من دور مهم في نقل التكنولوجيا والخبرة التنظيمية المتقدمة وتسريع عملية التنمية الاقتصادية فيها، وهو ما يصعب توفيره دونها[12].
ـــ نظام الحصص الاستيرادية Quotas :
أي تحديد حصص محددة من الواردات كإجراءات للحد من تدفقها، أي كبديل كمي بدلا من دفع التعريفة الجمركية على هذه الواردات، وذلك مثلما فعلت الولايات المتحدة إزاء وارداتها من السكر من كوبا قبل فرض الحظر الكامل عليها[13] والأساس في هذا النظام هو تخصيص حصص محددة للاستيراد الخارجي كإجراء ضروري للحد من تدفقها وهي بذلك تعتبر البديل المباشر للإجراء السابق، المتعلق بالتشدد في فرض الضرائب الجمركية على واردات الدولة من الخارج[14].
ــ القيود النقدية Currency Regulations :
وهي وسيلة أـخرى من الوسائل الاقتصادية، التي تستخدمها الدول في تحقيق أهداف سياستها الخارجية، وبموجبها تفرض الدولة نوعا من الرقابة الصارمة على حركة النقد، الذي ينفق في الخارج إما لتمويل الواردات أو لأغراض السياحة، وما إلى غير ذلك من المجالات الأخرى[15]وعادة ما تسعى الدول من خلال هذه الأداة إلى تعديل القيمة الخارجية للعملة ذلك عن طريق قيام الدولة بتغير سعر الصرف العملة الأجنبية صعودا أو هبوطا حسبما تقتضي الظروف[16] وهذا الإجراء تلجأ إليه الدول أحيانا لتشجيع صادراتها إلى الدول الأجنبية التي سيمكنها في هذه الحالة أن تدفع أسعارا أقل لواردتها مما اعتادت أن تدفعه قبل أن تقدم الدول الأخرى التي تتعامل معها على تخفيض عملتها[17].
المحور الثالث: قرارات “ترامب” الحمائية: الدوافع وردود الأفعال الدولية.
أولا: الدوافع والأسباب.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 جانفي 2018، بناء على توصيات من لجنة التجارة الدولية الأمريكية (” ITC”)، فرض تعريفات جمركية على الواردات الأمريكية من: الغسالات المنزلية و وحدات الطاقة الشمسية والخلايا التي تتكون منها. كمرحلة أولى من مراحل “تعريفات ترامب الحمائية” ، هذه القرارات – حسب المحللين- تؤكد على أن إدارة ترامب مستعدة لاستخدام مجموعة من الأدوات الاقتصادية القوية التي ترها ضرورية عندما ترى أن :”الولايات المتحدة الأمريكية تدخل في تجارة غير عادلة مع أي دولة في العالم”، بشكل عام وعلى وجه خاص فيما يتعلق بعلاقاتها التجارية مع الصين[18]، وتفرض هذه الرسوم الجمركية الجديدة على المنتجات المستخدمة في توليد الطاقة الشمسية التي تدخلها المؤسسات أو الأفراد إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى[19]، بحيث تبدأ هذه التعريفة الجديدة عند 30% للسنة الأولى وتتراجع تدريجيا حتى تصل 15 % خلال الأربع سنوات المقبلة على الواردات الأمريكية من ألواح وخلايا الطاقة الشمسية بمعدل 5 % لكل سنة.[20]
وهذه الرسوم هي أحدث حلقة في سلسلة الإجراءات الرامية إلى حماية الشركات الصناعية الأمريكية من المنافسة الأجنبية في ظل سياسة ” أمريكا أولا” التي يطبقها الرئيس ترامب. وقال ” روبرت لايترز” الممثل التجاري الأمريكي في بيان:” أن قرار فرض هذه الرسوم جاء وفقا لتقديرات المستشارين التجاريين للرئيس ترامب”، وأضاف أن قرار الرئيس ” يوضح مجددا أن إدارة ترامب ستدافع بكل السبل عن العمال والمزارعين والشركات الأمريكية في هذا المجال”، مؤكدا أن هذه الرسوم موجهة بشكل أساسي إلى الصين. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في وقت سابق رسوما على وارداتها من مستلزمات الطاقة الشمسية الصينية حيث نقلت الشركات الصينية مصانعها إلى دول أخرى لتفادي هذه الرسوم[21]
يحصل ملاين الأمريكيين على احتياجاتهم من الكهرباء، على الأقل جزئيا، من ألواح الطاقة الشمسية التي انتشرت بسرعة البرق في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ عام 2010، نظرا للوفر الناتج عن فارق الكلفة الكبير، فبالنسبة للمستهلكين، ومنهم أصحاب المنازل والأعمال والمرافق،وأيضا للشركات التي تروج لها وتتولى إنتاج مولدات الطاقة الجديدة، فقد أثبتت ألواح الطاقة الشمسية جدواها إلى حد كبير. لكن بالنسبة للمصنعين الأمريكيين، فتلك الألواح الرخيصة- خصوصا التي جرى استيرادها بسعر زهيد من الخارج- لم تثبت نجاحا، بل كانت سببا في الدفع بعشرات المصنعين الملحين إلى حافة الإفلاس. الأمر الذي دفع بهؤلاء المصنعين المحلين خاصة شركة ” سنيفا” المتخصصة في صناعة معدات إنتاج الطاقة الشمسية، مقرها جورجيا، ذات أسهم غالبيتها مملوكة لشركة صينية ، وشركة” سولار وورلد أمريكاز” في نفس التخصص، وهي شركة ألمانية و6 شركات أخرى محلية تعمل في المجال نفسه، رفع دعوة قضائية على مستوى “لجنة التجارة الأمريكية”. وتطالب الدعوة بفرض رسوم مرتفعة وضمانات تحدد الحد الأدنى لسعر البيع على بعض معدات توليد الطاقة الشمسية التي جرى تصنيعها خارج الولايات المتحدة الأمريكية[22]
وهنا تجدر الإشارة إلى أن:” صناعة الطاقة الشمسية الأمريكية هي قوة اقتصادية متنوعة تساهم بشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي”، فهي تشغل، حولي 38000 ألف من اليد العاملة، موزعين على 600 منشأة لصناعات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتشمل المنتجات التي تصنعها هذه الشركات: الفولاذ، البولي سيلكون، المحولات العكسية، أجهزة التعقب، صناديق الكابلات، الوحدات، الخلايا والألواح[23]
وكمرحلة ثانية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 8 مارس 2018، عن “حزمة” جديدة من الرسوم الجمركية، خص بها الواردات الأمريكية من الحديد والصلب، وأقر ترامب رسوما جمركية بنسبة 25% على الصلب و 10% على الألمنيوم واستثنى الرئيس الأمريكي المكسيك وكندا من الرسوم الجمركية[24]، بهدف حماية الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية، والجدول رقم (1) يوضح أهم مصدري الصلب إلى الولايات المتحدة[25]
الجدول رقم (1): أهم مصدري الصلب إلى الولايات المتحدة والنسب المئوية المقابلة لها من إجمالي واردات الولايات المتحدة
الدول |
كندا |
البرازيل |
كوريا الجنوبية |
المكسيك |
روسيا |
تركيا |
اليابان |
ألمانيا |
الطايوان |
الصين |
الهند |
النسبة% |
16.7% |
13.2% |
9.7% |
9.4% |
8.1% |
5.6% |
4.9% |
3.7% |
3.2% |
2.9% |
2.4% |
المصدر: http://www.polarisfinancial.net
تعود خلفية هذا القرار إلى 16 فيفيري 2018، عندما أعلن وزير التجارة ويلبر روس عن التوصيات التي وصلت إليها إدارة وزارة التجارة الأمريكية بشأن التحقيقات التي قامت بها في مجال الألمنيوم والفولاذ والتي بدأتها في أفريل 2017، بموجب البند 232 من قانون توسيع التجارة الذي صدر عام 1962. ووفقا لنتائج التحقيقات التي توصلت إليها وزارة التجارة – حسب ويلبر- أن الواردات الأمريكية من الصلب والفولاذ تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي وذلك دائما طبقا للمادة 232 من قانون توسيع التجارة الصادر عام 1962، وبناء على هذه النتائج المتوصل إليها، رفعت الوزارة توصيات إلى الرئيس الأمريكي على شكل ثلاثة مقترحات حتى ينظر فيها وهو ما يوضحه الجدول رقم (2)[26]
إضافة إلى الهدف المعلن من وراء فرض مثل هكذا رسوم على واردات أمريكيا من الصلب والألمنيوم، المتمثل في حماية الوظائف و السوق الأمريكية من المنافسة الخارجية، يرى بعض المحللين أن الأهداف غير المعلنة في الأصل هي: سعي ترامب إلى تحقيق مكاسب سياسية محتملة على مستوى الدول المنتجة للحديد والألمنيوم التي أشرنا إليها في الجدول رقم (1)، وهذا سيزيد من الضغوط على كندا والمكسيك بالرغم من استثنائها من هذا القرار، بينما تعيد إدارته التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، وكذا تحقيق بعض المكاسب السياسية وحتى الاقتصادية من دول الإتحاد الأوربي بالضغط عليها من خلال هذه التعريفات الجمركية، رغم أن الاتحاد يفاوض من أجل استثنائه أو تخفيض هذه الرسوم. ومع ذلك، تبقى الصين هي الهدف الحقيقي لتعريفة الصلب والألمنيوم، المتخذة من طرف إدارة ترامب. فالحكومة الصينية كانت قد وعدت ولعدت سنوات، بخفض الطاقة الفائضة من الفولاذ، وبالتالي خفض الفائض من الإنتاج الذي يباع إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأسعار مدعومة. إلا أن صناع القرار في الصين يؤجلون كل مرة تطبيق هذا الوعد، بسبب الضغوط الداخلية لحماية الوظائف في الصين العاملة في قطاع الصلب والألمنيوم. وبذلك فإن فرض الولايات المتحدة الأمريكية مثل هذه الرسوم على الحديد والألمنيوم من شأنه أن يدفع الصين إلى تخفيض إنتاجها من الحديد والألمنيوم، بمعنى أنها لن تصدر الفائض إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا بدور سوف يحفي المنتوج المحلي الأمريكي من الحديد والألمنيوم ويحفظ على مناصب الشغل في هذا القطاع[27]
الجدول رقم (2): توصيات وزارة التجارة الأمريكية بخصوص الرسوم الجمركية على الحديد والألمنيوم (2018).
الحل المقترح |
الحل المقترح لمشكلة الألمنيوم |
الحل المقترح لمشكلة الصلب |
|
|
|
|
|
|
|
|