قضايا الساعه

مبيعات آيفون في الهند هى الأفضل

تشهد أبل أسوأ ربع سنوي لها على الإطلاق من حيث مبيعات آيفون، إذ تنمو بأدنى معدل لها منذ إطلاقها الهاتف عام 2007. وبينما تتوقع الشركة انخفاض عائداتها للمرة الأولى خلال أكثر من عقد،  أعلنت في المقابل أن هذا الربع السنوي كان الأفضل لها على الإطلاق في السوق الهندي. وبالتالي، إلى جانب هذا التناقض، تبرز مدى أهمية الهند لسوق أبل. فمع فتور مبيعات آيفون في الصين، توجهت أبل إلى الهند- سوق الهواتف الذكية الأسرع نمواً في العالم. ويؤكد على هذا الأمر تصريح تيم كوك، الرئيس التنفيذي للشركة في وقت سابق: “لقد ركزنا جهودنا على الهند بشكل خاص”. ويعود هذا الاهتمام لأسباب عدة، فالهند ستغدو قريباً ثاني أكبر سوق للهواتف الذكية في العالم (بعد الصين، ومتفوقة بذلك على أميركا)، إذ ارتفعت هناك مبيعات أجهزة آيفون من 200 ألف وحدة لكل ربع إلى نحو 800 ألف وحدة في الربع الأخير.
ووفقاً لتارون باتاك، محلل بارز في ( Counterpoint Technology Research)، فقد بيع 106 ملايين هاتف ذكي في الهند عام 2015، ومن المتوقع بيع 300 مليون جهاز آخر في العامين المقبلين. وفيما تمتلك أبل 1% فقط من هذه السوق المزدهرة، يقول باتاك: “إنها سوق ضخمة ومغرية ولا يمكن تجاهلها”. ويضيف: “تعد الهند سوقاً ذات إمكانات عالية، ليس من حيث حجم المبيعات فقط، بل من حيث نطاقها الواسع والفرص التي تتيحها أيضاً.”
وعن انتعاش بيع الهواتف الذكية في الهند منذ بضع سنوات، يقول انشيول غوبتا، مدير البحوث في (Gartner) بالهند: “إن تحول مشتري الهواتف الذكية الهنديين إلى شراء أجهزة آيفون آخذ في الازدياد، وهذا أثار اهتمام شركة أبل أكثر من قبل. وبينما وصلت مبيعات هذا المنتج إلى حدودها القصوى في أميركا وأوروبا والصين، انتشر في بلدان أخرى مثل: الهند وإندونيسيا وغيرها من الأسواق الناشئة.”
لكن للسوق الهندية تحدياتها أيضاً، بسبب القدرة الشرائية الأضعف مقارنة بالأسواق الأخرى مثل الصين. ولهذا تتفوق هناك الشركات المصنعة الأخرى مثل سامسونج و(ون بلس- OnePlus ) من حيث حجم مبيعات هواتف أندرويد ذات المواصفات العالية والأسعار المنخفضة.
وقد واجهت أحدث إصدارات أبل لأجهزة “آيفون 6 إس” تراجعاً في المبيعات عند إطلاقها العام الماضي. وعانى الموزعون من سعره المرتفع (أعلى حتى من الأسواق الغربية). إلا أن عمليات البيع تحسنت مجدداً عندما عالج تجار التجزئة والموزعون مسألة التسعير.
كذلك، اتخذت أبل مؤخراً مجموعة من الخطوات الاستراتيجية الأخرى، بما فيها تحسين شبكة التوزيع. حيث أضافت إلى قائمة موزعيها 3 آخرين. ووسّعت من تركيزها على المدن الكبرى، ونقلت شبكة التوزيع التابعة لها إلى المدن الصغيرة. كما وفرت خدمتي “موسيقى أبل” و”آي كلاود” بأسعار معقولة للمستخدم الهندي وعلى نحو أفضل.
وحتى مع كل هذا، فلا تزال أبل تواجه تنافسا قويا مع شركات الهواتف الذكية الأخرى -المحلية والصينية والعالمية -الذين تجمعوا في أكبر سوق للهواتف الذكية غير المستغل في العالم.

إغلاق